الثلاثاء، 3 فبراير 2009

ألف تحية لأسد الأناضول

الدكتور عدنان بكرية


شبل من صلب ذاك الأسد يا سيد طيب رجب اوردغان ! "السيد بيرس, أنت أكبر منى سنا، لكن صوتك عال، وهذا يعنى وجود أزمة نفسية لديك وأذكركم بأنكم سبق أن قمتم بقتل الأطفال على ساحل غزة ولم يكن هناك صواريخ تطلق منها ولديكم رئيسا وزراء عبرا عن سعادتهما عند دخول الدبابات لغزة وأنا ضد الذين يصفقون لهذا الظلم سواء هنا أو هناك، وهذا يمثل في حد ذاته جريمة أخرى ضد الإنسانية". هذا ما قاله أسد الأناضول لشمعون بيرس في قمة دافوس وخرج محتجا من قاعة الاجتماع تاركا وراءه شمعون بيرس وعمرو موسى يتسامران !
لو ان الخجل له مكان في ضمائر زعماء امتنا لاستقالوا بعد ان سمعوا اقوال هذا الطيب والذي لم تهمه عضوية بلاده في المجموعة الاوروبية .. لم تهمه ارتدادات اقواله على وضع تركيا والحملة التي سيشنها "العالم الحر" واتهامه باللاسامية فكان الحق والدم الفلسطيني اغلى عنده من كل العلاقات المشوهة والمغمسة بالدم الفلسطيني !
هذا الاسد الطيب يدخل التاريخ من ابوابه الواسعة حاملا دم اطفال غزة متصديا لشمعون بيرس "وأذكرك يا سيد بيرس أن التوراة تمنع القتل وكثير من يهود العالم شجبوا كل هذا القتل واستخدام القوة المفرط". وخرج من قمة دافوس مرضيا ضميره موجها صفعة للضمير العالمي هازا عروش الانظمة رافعا راية الحق خفاقة في سماء استانبول !
عاد لتستقبله الحشود في المطار بطلا منتصرا وقائدا يفخرون به ويقول لشعبه "ممكن أن أبدأ لينّا ولكني لست الحمل الوديع" هذا الكلام أثلج صدور الملايين في العالم الذين يرفضون القتل والحرق وإراقة الدماء.. لم يكن كلام الطيب للاستهلاك بل كان كلاما خارجا من قلب إنسان ذو ضمير ومسئولية حبذا لو تحلى به الزعماء العرب الذين لم يخجلوا من أنفسهم عندما سمعوا اسد الأناضول يزأر بوجه بيرس ويوبخه على ما ارتكبوه في غزة وفي مشهد قلما رأيناه من قبل !
الطيب طلّق دافوس بالثلاث لانه يرفض الجلوس مع قتلة الأطفال وحارقي المدن واقسم انه لن يعود إلى دافوس ليصفق لمن قتلوا الأطفال ولمن أعطوا الغطاء السياسي والإعلامي لارتكاب المجازر !
مؤكدًا أن المجازر التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في غزة ستبقى "نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية".وأضاف قائلا:"إن المذابح ضد الفلسطينيين تفتح جروحا يصعب شفاؤها في ضمير الإنسانية"
يا اسد الاناضول أطفال غزة بحاجة إليك وللكلمة تصب بلسما على جراحهم النازفة .. كلماتك جعلتنا نؤمن ان للعدالة شجعانا مثلك يرفعونها عاليا غير آبه بمصالحك الإقليمية والدولية !
أطفال غزة وشعبنا بحاجة لأمثالك من الزعماء لا لزعامة لا تعرف معنى الكرامة والعزة والكبرياء ! غزة ليست بحاجة لزعامة تسبح في عباب دمها لتصل الى مبتغاها .. ليست بحاجة لقمم كسيحة هابطة مشوهة .. قمم تساوي بين الجلاد والضحية !
يا أسد الأناضول الشرفاء من امتنا لن ينسوا لك هذا الموقف الجريء والمشرف في زمن قل الشرفاء وصار قول الحق جريمة وإرهابا !وأنت الذي فضلت الانتصار للحق على مصلحة بلادك وارتباطاتها الاقتصادية والسياسية !
فيا أيها الأسد الطيب اسمح لي أن أقول بأنك دخلت التاريخ من أبوابه الواسعة وسجلت اسمك بأحرف من ذهب لأنك صفعت المعتدي والمتآمر وعرفت للحق سبيلا..
بورك البطن الذي حملك يا ابن الأناضول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق